Friday, August 18, 2006

يوميّات النيل

١٨ أغسطس ٢٠٠٦

الساعة ٢:٣٧ صباحاً

يتلفّظ النيل في الظلام بكلمات، ما كان ليجرؤ على النطق بها في وضح النهار. يتموّه وراء قناعٍ نوبي حالك السواد، تتموّج فوق بشرته الهادئة خطوط عريضة برّاقة، لتتصل ضفافه بخيوط من الحرير.
وفي غرفة الجلوس في عمارة السعوديّة، ١٨٠ شارع النيل، العجوزة، تقف الملايين، لا بل المليارات من حبائب الغبار وجزيئيّات الأدخنة على لوح زجاج (٢*٣ أمتار) يأخذ مهمّة شباك، تحجب عنّي بريق الخيوط، خيوط الحرير على جلّابيّة النيل.
وتحجب جزيئيات القلق عن إدراكي أربع أسابيع مرّت منذ أقلعت قدماي عن أرض المصنع، كما تمرُّ عشرات القوارب وراء لوح الزجاج، تتنزّه فوق الخيوط الحريريّة، فتتقطّع الخيوط لتعود وتلتحم.

يتلفظ النيل في الظلام بهمساتٍ تقلقني، همسات ما كنت لأسمعها في ضوضاء النور. يقول أنه سأمني، يقول أنني أطلت البقاء إلى جانبه، وأن رائحتي باتت تزعجه. يقولها بصوت خافت ولكن بحزم: حان وقت الرحيل.
ووقت الرحيل هو وقت العودة.

Thursday, August 17, 2006

يوميّات محمـود درويـش


















البنت/الصرخة

على شاطئ البحر بنتٌ، وللبنت أهلٌ
وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتانِ وبابْ...
وفي البحر بارجةٌ تتسَلَّى بِصَيْدِ المُشَاةِ
على شاطئ البحر: أربعةٌ، خمسةٌ، سبعةٌ
يسقطون على الرمل. والبنتُ تنجو قليلاً
لأنَّ يداً من ضبابْ
يداً ما إلهيَّةً أسْعَفَتْها. فنادتْ: أبي
يا أبي! قُمْ لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!
لم يُجِبْها أَبوها المُسَجَّى على ظلِّهِ
في مهبِّ الغِيابْ
دَمٌ في النخيل، دَمٌ في السحابْ
يطير بها الصوتُ أعلى وأَبعدَ من
شاطئ البحر. تصرخ في ليل بَرّية،
لا صدى للصدى.
فتصير هي الصَرْخَةَ الأبديَّةَ في خَبَرٍ
عاجل لم يعد خبراً عاجلاً عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وبابْ!.









ذباب أخضر

المشهد هُوَ هُوَ. صَيْفٌ وَعَرَقٌ. وخيالٌ يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم أفضلُ من الغد. لكنّ القتلى هم الذين يتجدّدون. يُولَدون كل يوم. وحين يحاولون النوم يأخذهم القَتْلُ من نعاسهم إلى نوم بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أحد منهم يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن كلمات في البرية، فيعود الصدى واضحاً جارحاً: لا أحد. لكنّ ثَمَّةَ مَنْ يقول: "من حقِّ القاتل أن يدافع عن غريزة القتل". أمَّا القتلى فيقولون متأخرين: "من حقِّ الضحية أن تدافع عن حقِّها في الصراخ". يعلو الأذانُ صاعداً من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة: توابيتُ مرفوعةٌ على عَجَلٍ، تُدْفَنُ على عجل... إذ لا وقت لإكمال الطقوس، فإن قتلى آخرين قادمون، مسرعين، من غارات أخرى. قادمون فرادى أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا تترك وراءها أيتاماً وثكالى. السماء رماديّةٌ رصاصيَّة. والبحر رماديٌّ أزرق. أمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أسرابٌ من ذباب أخضر!.



كقصيدة نثرية

صَيْفٌ خريفيٌّ على التلال كقصيدةٍ نثرية. النسيمُ إيقاعٌ خفيفٌ أُحسّ به ولا أسمعه في تواضع الشجيرات. والعشب المائل إلى الاصفرار صُوَرٌ تتقشَّف، وتُغْري البلاغةَ بالتشبُّه بأفعالها الماكرة. لا احتفاء على هذه الشعاب إلاَّ بالمتاح من نشاط الدُوريِّ، نشاط يراوح بين معنىً وعَبَث. والطبيعة جسد يتخفّف من البهرجة والزينة، ريثما ينضج التين والعنب والرُمَّان ونسيانُ شهواتٍ يوقظها المطر. "لولا حاجتي الغامضة إلى الشعر لما كُنْتُ في حاجة إلى شيء" يقول الشاعر الذي خفَّتْ حماستُهُ فقلَّتْ أخطاؤه. ويمشي، لأن الأطباء نصحوه بالمشي بلا هدف لتمرين القلب على لامبالاةٍ ما ضروريّةٍ للعافية. وإذا هَجَسَ، فليس بأكثرَ من خاطرةٍ مجانيّة. الصيف لا يصلح للإنشاد إلاّ فيما ندر. الصيف قصيدةٌ نثرية لا تكترث بالنسور المحلقة في الأعالي.

ليتني حجر
لا أحنُّ إلى أيِّ شيء
فلا أمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدَّمُ أو يتراجعُ
لا شيءَ يحدُثُ لي!
ليتني حجرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني
حَجَرٌ ما ليصقلني الماءُ
أَخضرٌّ، أَصفرُّ... أوضعُ في حجرةٍ
مثل مَنْحُوتةٍ، أو تمارين في النحتِ،
أو مادّةً لانبثاق الضروريِّ
من عَبَث اللاضروريّ...
يا ليتني حَجَرٌ
كي أحنَّ إلى أيّ شيء!


أبعد من التماهي

أجْلِسُ أمام التلفزيون، إذ ليس في وسعي أن أَفعل شيئاً آخر. هناك، أمام التلفزيون، أَعثر على عواطفي. وأرى ما يحدث بي ولي. الدخانُ يتصاعد مني، وأَمدُّ يدي المقطوعةَ لأمسك بأعضائي المبعثرة من جسوم عديدة، فلا أجدها ولا أهرب منها من فرط جاذبيّة الألم. أنا المحاصر من البرّ والجو والبحر واللغة. أقلعتْ آخرُ طائرةٍ من مطار بيروت، ووَضَعَتْني أمام التلفزيون، لأرى بقيَّة موتي مع ملايين المشاهدين. لا شيء يثبت أني موجود حين أفكّر مع ديكارت، بل حين ينهض مني القربانُ، الآن، في لبنان. أدخل في التلفزيون، أنا والوحش. أَعلم أن الوحش أقوى مني في صراع الطائرة مع الطائر. ولكني أَدْمَنْتُ، ربما أكثر مما ينبغي، بُطُولَةَ المجاز: التَهَمني الوحش ولم يهضمني. وخرجتُ سالماً أكثر من مرة. كانت روحي التي طارت شعاعاً مني ومن بطن الوحش تسكن جسداً آخر أَخفَّ وأَقوى. لكني لا أعرف أين أنا الآن: أمام التلفزيون، أم في التلفزيون. أما القلب فإني أراه يتدحرج، ككوز صنوبر، من جبل لبناني إلى غزة!.







العدو

كُنْتُ هناك قبل شهر. كُنْتُ هناك قبل سنة. وكنت هناك دائماً كأني لم أكن إلاّ هناك. وفي عام 82 من القرن الماضي حدث لنا شيء مما يحدث لنا الآن. حُوصِرْنا وقُتِلْنا وقاومنا ما يُعْرَضُ علينا من جهنم. القتلى/ الشهداء لا يتشابهون. لكلِّ واحدٍ منهم قوامٌ خاص، وملامحُ خاصة، وعينان واسمٌ وعُمْرٌ مختلف. لكن القتلة هم الذين يتشابهون. فهم واحد مُوَزَّع على أَجهزة معدنية. يضغط على أزرار الكترونية. يقتل ويختفي. يرانا ولا نراه، لا لأنه شَبَحٌ بل لأنه قناعٌ فولاذيٌّ لفكرة... لا ملامحَ له ولا عينان ولا عمر ولا اسم. هو... هو الذي اختار أن يكون له اسم وحيد: العَدُوّ.









نيرون

ماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرّج على حريق لبنان؟ عيناه زائغتان من النشوة، ويمشي كالراقص في حفلة عرس: هذا الجنون، جنوني، سيّد الحكمة، فلتشعلوا النار في كل شيء خارج طاعتي... وعلى الأطفال أن يتأدبوا ويتهذبوا ويكفوا عن الصراخ بحضرة أنغامي!
وماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرّج على حريق العراق؟ يسعده أن يوقظ في تاريخ الغابات ذاكرة تحفظ اسمه عدواً لحمورابي وجلجامش وأبي نواس: شريعتي هي أُمُّ الشرائع. وعشبةُ الخلود تنمو في مزرعتي. والشعر، ما معنى هذه الكلمة؟
وماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرّج على حريق فلسطين؟ يبهجه أن يدرج اسمه في قائمة الأنبياء نبيّاً لم يؤمن به أحدٌ من قبل. نبيّاً للقتل كَلفَهُ اللهُ بتصحيح الأخطاء التي لا حصر لها في الكتب السماوية: "أنا أيضاً كليم الله!"
وماذا يدور في بال نيرون وهو يتفرّج على حريق العالم؟ "أنا صاحب القيامة". ثم يطلب من الكاميرا وقف التصوير، لأنه لا يريد لأحد أن يرى النار المشتعلة في أصابعه في نهاية هذا الفيلم الأميركي الطويل!.




الغابة

لا أسْمَعُ صوتي في الغابةِ، حتى لو
خَلَتِ الغابةُ من جوع الوحش... وعاد
الجيشُ المهزومُ أو الظافرُ، لا فرق، على
أشلاء الموتى المجهولين إلى الثكنات أو
العرش/
ولا أسمع صوتي في الغابة، حتى لو
حَمَلَتْهُ الرِيح إليّ، وقالت لي:
/!"هذا صوتك"... لا أسمعه
لا أسمع صوتي في الغابة حتى
لو وَقَفَ الذئبُ على قدمين وَصفَّقَ
لي: إني أسمع صوتك، فلتَأْمُرْني/!
فأقول: الغابةُ ليست في الغابة،
يا أبتي الذئبَ ويا ابني/!
لا أسمع صوتي إلاّ إن خَلَتِ
الغابةُ مني، وخلوتُ أنا من
صمت الغابة!


حمام

رفٌ من الحمام ينقشع فجأة من خلل الدخان. يلمع كبارقةِ سلْمٍ سماوية. يحلِّق بين الرماديّ وفُتَات الأزرق على مدينة من ركام. ويذكّرنا بأنَّ الجمال ما زال موجوداً، وبأنَّ اللاموجود لا يعبث بنا تماماً إذ يَعِدُنا، أو نظنُّ أنه يَعِدُنا بتجلِّي اختلافه عن العدم. في الحرب لا يشعر أحد منا بأنه مات إذا أَحس بالألم. الموت يسبق الألم، الألم هو النعمة الوحيدة في الحرب. ينتقل من حَيٍّ إلى حَيّ مع وقف التنفيذ. وإذا حالف الحظُّ أحداً نسي مشاريعه البعيدة وانتظر اللاموجود وقد وُجد محلِّقاً في رفّ حمام. أرى في سماء لبنان كثيراً من الحمام العابث بدخان يتصاعد من جهة العدم!


البيت قتيلاً

بدقيقةٍ واحدة، تنتهي حياةُ بيت كاملة. البيت قتيلاً هو أيضاً قَتْلٌ جماعيٌّ حتى لو خلا من سكانه. مقبرةٌ جماعيَّةٌ للمواد الأولية المُعَدَّةِ لبناء مبنى للمعنى، أو قصيدةٍ غير ذاتِ شأْنٍ في زمن الحرب. البيت قتيلاً هو بَتْرُ الأشياء عن علاقاتها وعن أسماء المشاعر، وحاجَةُ التراجيديا إلى تصويب البلاغة نحو التبصُّر في حياة الشيء. في كل شيء كائنٌ يتوجّع... ذكرى أصابع وذكرى رائحة وذكرى صورة. والبيوت تُقْتَلُ كما يقتل سكانها. وتُقْتَلُ ذاكرة الأشياء: الحجر والخشب والزجاج والحديد والاسمنت تتناثر أشلاء كالكائنات. والقطن والحرير والكتان والدفاتر والكتب تتمزق كالكلمات التي لم يتسنّ لأصحابها أن يقولوها. وتنكسر الصحون والملاعق والألعاب والأسطوانات والحنفيات والأنابيب ومقابض الأبواب والثلاَّجة والغسّالة والمزهريات ومرطبانات الزيتون والمخللات والمعلبات كما انكسر أصحابها. ويُسحق الأبيضان الملح والسكر والبهارات وعلب الكبريت وأقراص الدواء وحبوب منع الحمل/ والعقاقِير المنشطة وجدائل الثوم والبصل والبندورة والبامية المجففة والأَرُزُّ والعدس كما يحدث لأصحابها. وتتمزق عقود الإيجار ووثيقة الزواج وشهادة الميلاد وفاتورة الماء والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والرسائل الغرامية كما تتمزّق قلوب أصحابها. وتتطاير الصور وفُرَشُ الأسنان وأمشاط الشَعْر وأدوات الزينة والأحذية والثياب الداخلية والشراشف والمناشف كأسرار عائلية تُنْشَرُ على الملأ والخراب. كل هذه الأشياء ذاكرة الناس التي أفرغت من الأشياء، وذاكرة الأشياء التي أفرغت من الناس... تنتهي بدقيقة واحدة. إن أشياءنا تموت مثلنا، لكنها لا تدفن معنا!


مكر المجاز

مجازاً أقول: انتصرتُ
مجازاً أقول: خسرتُ...
ويمتد وادٍ سحيقٌ أمامي
وأَمتدّ في ما تبقّى من السنديانْ
وثمّة زيتونتانْ
تلُمَانني من جهاتٍ ثلاثٍ
ويحملني طائرانْ
إلى الجهة الخاليةْ
من الأوج والهاويةْ
لئلا أقول: انتصرتُ
لئلا أقول: خسرتُ الرهان!


عملية تسلل

اليوم، في السادس والعشرين من تموز، تمكن واحد وعشرون قتيلاً/ شهيداً في غزة، بينهما رضيعان، من اجتياز الحواجز العسكرية والأسلاك الشائكة... والتسلّل إلى نشرة الأخبار. لم يُدْلُوا بأي تعليق، إذ وقع الألم منهم قبل الوصول إلى الكلمة. ولم يبوحوا بأسمائهم من فرط ما هي فقيرة وعاديّة. ولم يرفعوا إشارات النصر أمام الكاميرا لازدحام الكاميرا بصُوَرٍ أكثرَ إثارة. الحرب إثارة، مسلسل يقضي فيه الفصلُ الجديدُ على الفصل السابق، ومذبحةٌ تنسخ مذبحة. وحين يصير القتل يومياً يصير عادياً ويتحول القتلى أرقاماً، ويصير الموت إلى روتين، ولا تتجاوز الحرارة درجة الثلاثين. الروتين يسبِّب الملل. والملل يبعد المشاهد عن الشاشة، ويحرم المراسل من العمل. وحين يقلُّ المشاهدون تنضب الإعلانات فتصاب صناعةُ الصورة بالكساد. يضاف إلى ذلك: أن مواقع غزة التصويرية صارت مألوفةً ضعيفةَ الإيحاء. سماءٌ رصاصيّةٌ على أزقة ضيقة في مخيمات لا تطل على البحر. لا مرتفعات هناك، ولا مَشَاهِدَ طبيعية تسرّ المُشَاهِد. كل شيء عادي القتل عادي والجنازة عادية والشوارع رمادية. أَمَّا ما هو غير عادي اليوم، فهو: أن يتمكن واحد وعشرون قتيلاً/ شهيداً من التسلّل الجريء، وبلا مرشدين، إلى نشرة الأخبار!.







البعوضة

البعوضة، ولا أعرف اسم مذكرها في اللغة، أَشدُّ فتكاً من النميمة. لا تكتفي بمصّ الدم، بل تزجُّ بك في معركة عبثية. ولا تزور إلاّ في الظلام كحُمَّى المتنبي. تَطِنُّ وتزُنُّ كطائرةٍ حربيّة لا تسمعها إلا بعد إصابة الهدف. دَمُكَ هو الهدف. تشعل الضوء لتراها فتختفي في ركن ما من الغرفة والوساوس، ثم تقف على الحائط... آمنةً مسالمةً كالمستسلمة. تحاول أن تقتلها بفردة حذائك، فتراوغك وتفلت وتعاود الظهور الشامت. تكرّر محاولتك وتفشل. تشتمها بصوت عال فلا تكترث. تفاوضها على هدنة بصوت ودّيّ: نامي لأنام! تظن أنك أَقْنَعْتَها فتطفئ النور وتنام. لكنها وقد امتصت المزيد من دمك تعاود الطنين إنذاراً بغارة جديدة. وتدفعك إلى معركة جانبية مع الأرق. تشعل الضوء ثانية وتقاومهما، هي والأرق، بالقراءة. لكن البعوضة تحط على الصفحة التي تقرؤها، فتفرح قائلاً في سرِّك: لقد وَقَعَتْ في الفخّ. وتطوي الكتاب عليها بقوة: قتلتُها... قتلتُها! وحين تفتح الكتاب لتزهو بانتصارك، لا تجد البعوضة، ولا تجد الكلمات. كتابك أَبيض. البعوضة، ولا أعرف اسم مذكرها في اللغة، ليست استعارةً ولا كنايةً ولا تَوْريةً. إنها حشرة تحبّ دمك. تشمُّه عن بعد عشرين ميلاً. ولا سبيل لك لمساومتها على هدنة غير وسيلة واحدة هي: أن تغيِّر فصيلة دمك!.


بقية حياة

إذا قيل لي: ستموتُ هنا في المساء
فماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ؟
أنظرُ في ساعة اليد/
أشربُ كأسَ عصيرٍ،
وأَقضم تُفَّاحَةً،
وأطيلُ التأمُّلَ في نَمْلَةٍ وَجَدَتْ رزقها،
ثم أنظر في ساعة اليد/ِ
ما زال ثمَّة وقتٌ لأحلق ذقني
وأَغطس في الماء/ أهجس:
"لا بُدَّ من زينة للكتابة/
فليكن الثوبُ أزرق"/
أجْلِسُ حتى الظهيرة حيّاً إلى مكتبي
لا أرى أَثر اللون في الكلمات،
بياضٌ، بياضٌ، بياضٌ...
أُعِدُّ غدائي الأخير
أَصبُّ النبيذ بكأسين: لي
ولمن سوف يأتي بلا موعد،
ثم آخذ قَيْلُولَةً بين حُلْمَينْ/
لكنّ صوت شخيري سيوقظني...
ثم أَنظر في ساعة اليد:
ما زال ثمّةَ وَقْتٌ لأقرأ/
أقرأ فصلاً لدانتي ونصْفَ مُعَلَّقَةٍ
وأرى كيف تذهب مني حياتي
إلى الآخرين، ولا أتساءل عَمَّنْ
سيملأ نقصانها
ـ هكذا ؟
ـ هكذا ، هكذا
ـ ثم ماذا ؟
ـ أمشّط شَعْري، وأرمي القصيدة...
هذي القصيدة في سلة المهملات
وألبس أحدث قمصان إيطاليا،
وأُشَيّع نفسي بحاشيةٍ من كمنجات إسبانيا
ثم أمشي إلى المقبرةْ!

08/08/2006

Dancing on Tables - Fadi

in another attempt to take over my blog, fadi posted the below.

Absolute Vodka
Who has not seen the city-series advertisement for Absolute Vodka on Beirut? The shadowy bottle dancing on a table with the legs of a supposedly gorgeous Lebanese woman in some night club or the other in Gemayzeh or Achrafieh or I don’t know where because it’s been so long that I haven’t been to such places… Let’s say that many of you know it.

Where do some people in Lebanon get the energy to climb on tables in clubs and dance, still!? I used to dance on tables, people who know me know that, but it’s a different picture I’m aiming at here. Dancing on tables is a form of resistance; I am sure you all agree. “Even if they bomb us, we will still dance on tables!” all the pretty young ladies and gentlemen cried as they danced! Would the bourgeoisie of Lebanon please wake up. You are dancing over dead bodies; and while you dance, other people, who are not on tables, but in Dahieh and in the South of Lebanon are looking at you with disgust, though the ladies are pretty and the men put more care to their hair than the ladies. Some decency please.

B018
B018 is a famous club in Beirut; it was designed by the well-known Bernard Khoury, who has something for metallic structures that open up to the sky. I honestly don’t know what this architect had in mind when he came up with the design for B018, but a story about the “concept” of the place has become something of an urban legend in Beirut: fans of B018 like to repeat that the place was built on the spot where the Carantina Massacre took place during the civil war, and that it is designed in the shape of a tomb that opens up and from it comes the dancing and the music. I creped when I first heard this story. Now it disgusts me. Will the Lebanese bourgeoisie please wake up! Stop dancing on people’s graves.

The Iranian Revolution
I sometimes really wonder how many people dancing on tables know when this revolution occurred, not that the date matters really, but do they ever wonder how Iran became an Islamic Republic? Islamic Republics don’t dance on tables.

People Falling in Love With Cities
Apparently people fall in love with Beirut. I once fell off a table.

When Castro Dies
The idea used to haunt me: what will happen when Fidel Castro dies? When I used to think about it, the idea made me sad and melancholic.

Careful Please
So how do you become a suicide bomber? Well, you’re trying to figure things out in the Middle East, you get to a checkpoint and your brain explodes.

Will the Lebanese Bourgeoisie Please Wake Up?
Certainly Not.

Sunday, August 13, 2006

Things You Do in September at a Certain Age - Fadi

The First Story


Ahmad’s Ass Looking at Velasquez Trying to Open a Tuna Can

A Painting by Salvador Dali


Riyadh, August 12, 2006



Here. Take this if you can.

I got a call yesterday at around 11:00 in the evening:

Fadi?
Yes
This is Abou Ahmad speaking..
Ya hala Abou Ahmad

Abou Ahmad is Ahmad’s father. Ahmad is a friend of a sort with whom I had a couple of conversations in different social occasions here in this city of sand. It was very strange that his father was calling me so relatively late in the evening. Such calls always carry bad news.

My son Ahmad needs to see you right away if you could…
Kheir, is he ok?
Actually he’s not. He’s in the hospital, if you could come over?
I will be there in a few minutes.

My relation with the man does not reach the level of his family calling me to come to the hospital for him, but what can you say to such a request? So I put my cloth on and drove to the hospital where he was. The family was there: Father, mother, his father’s third wife, his older sister, two baby brothers, his uncle and other people. I hardly knew those people and there I was in the hospital with them for their son!

What’s wrong Abou Ahmad? Is Ahmad hurt?
My son, there was an accident.
What sort of an accident?
Ahmad shot himself… in the ass.

He said this with a visible embarrassment, and he could see that I was making a very serious effort to conceal a very vivid smile that was actually an attenuation of a terrible need to burst into laughter.

Is he…?
He’s fine. But he will not talk to anyone. His mother was afraid. Then he said he would only talk to you.
Me?!
Yes. Please.

I could not make a man as old as my father beg me to speak to a son of his who was in distress, whatever the situation, so I went into the room.

The young man, who is my age, was lying on his stomach, his behind exposed to his visitors, with white patches stained with some blood and his ass red-brown from the Mercurochrome. It was really a strange site. If Dali had lived a little longer he might have made a painting of it (and called it something like “Ahmad’s Ass Looking at Velasquez Trying to Open a Tuna Can”). This man had shot himself in the ass, in the right cheek of his butt. He had held the gun laterally and tilting up, so the bullet went in and out, making two holes in his behind.

Why at the age of 25 would you shoot yourself in the ass? For Ahmad, it was a failed suicide attempt. He had planned to blow his brains out, seems to have lost courage or thought that he needed his brain, but he could not take the idea that he would leave himself unharmed, so he shot himself in the ass. I mean if you think about it, why didn’t he shoot himself in the foot? He would have also recovered from such an injury, and the ridicule would have been a little less.

Why did he want to commit suicide? He blabbed for around an hour about “Her”. How she was not replying to his messages, to his pleas, to his calls, how she did not even bother to worry when he called her in agony to tell her that he had shot himself… Who was “Her”? From his account, she must have been a Salomé of sorts: Vindictive, Cruel, of a magnificent beauty, etc… He had never seen her.

After laments and cries and the pains in his butt, he asked me for advice. I used to enjoy giving people advice; it was something like a prayer, an attempt at redemption, and at the same time an exercise in egoism and self -valuation. Now advising bores me. It was at this instant when I felt that I was wearing my boxer shorts in reverse…

Monday, August 07, 2006

رسالة وصلتني من عباس في السيفون - فادي

عزيزي انطوان،

التزاماً بمبادىء حزب الوحدة العربية (رئيسه انا)، ارجو منك نشر هذه القصيدة بكل تخلفها (شكلاً ومضموناً) وهي للشاعر الفذ غازي القصيبي. يرجى ايضاً نشر كلمتي الى الجمهور.

ولك جزيل الشكر والزناخة،

ضميرك الحي،

عباس في السيفون.


كلمة رئيس حزب الوحدة العربية (انا) الى الجمهور:

يا قابعون تحت الصخور!
يا جماهير الامة العربية الغفيرة!

اسمعوا هذه القصيدة!



هذه القصيدة للشاعر غازي القصيبي
رداً على قصيدة كتبها الراحل نزار قباني
بإسم متى يعلنون وفاة العرب


نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ!
لقد أعلنوها.. وفاَة العربْ..
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ..
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
وعبْرَ الصُوَرْ!!

وقد صدَرَ النعيُ..
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ...
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
وشارون يرقص بين التهاني
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ

نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ!
هناك مليونَ دولار..
جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
للنعْي في مُدنِ القاتلينْ
أتبتسمُ الآن؟!
هذي الحضارةُ!
ندفعُ من قوتنا..
لجرائد سادتنا الذابحينْ
ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!

نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ!
وإيَّاكَ أن تتشرَّب روحُك
بعضَ الكدَرْ
فنحن نموتُ..نموتُ..نموتُ..
ولكننا لا نموتُ...نظلُّ...
غرائبَ من معجزات القَدَرْ

إذاعاتُنا لا تزال تغنّي...
ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ...
فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
يباهي بعولمة الذُّلِ..
يفخر بين الشُعوبِ
بداء الجرب

ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
إلى الفجرِ...
حين يجيء الخَدَرْ
وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ...
تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
ولندن ـ مربط أفراسنا!
مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
منعنا العبورَ...
وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"..

نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ!
يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
"فمعتصمُ" اليْوم باعِ السيوفَ
"لِبيريز"...
عَادَ وأعلَنَ أنَ السلامَ الشُجَاع
انتصرْ
وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ...
في زنود نساء التترْ
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ...
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ

نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ!
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر

Sunday, August 06, 2006

A Crisis On MSN Messenger

Nouks® says: (6:44:24 PM)
inno what does hasan have that i dont have?! ana mouwatineh mitli, mitlo.. w ana bidfa3 may w kahraba mitlo.. actually fee rumors that he doesnt... w 3andeh beit mitlo mitlo.. la houwweh neyib wala wazir wala ra2eeees... leih houwweh ilo 7a2 yifta7 7areb w ana la2?!!?

Bored says: (6:46:49 PM)
fta7i

Bored says: (6:46:54 PM)
fta7i shoo ma baddik

Bored says: (6:47:04 PM)
min 2allik la2?

Nouks® says: (6:47:15 PM)
eh 3am fakkir ifta7

Nouks® says: (6:47:25 PM)
baddi ifta7!

Bored says: (6:47:26 PM)
fta7i

Nouks® says: (6:47:29 PM)
ta3o killna sawa nifta7!

Bored says: (6:47:29 PM)
bravo

Bored says: (6:47:31 PM)
yalla

Bored says: (6:47:36 PM)
fta7i

Nouks® says: (6:47:47 PM)
ra7 ifta7! ma ba2a t7ammisni haaaa!!

Nouks® says: (6:47:47 PM)
bifta7 haa!

Nouks® says: (6:48:09 PM)
khalas ray7a ifta7!!!!!

Nouks® says: (6:48:20 PM)
minshoufak ba3dil fati7!

Nouks® says: (6:49:04 PM)
bi3awniillaaaahhii ta3ala!!! ra7 hiddo la libnein b 3anillaaaahhhi ta3ala!!! wa nashkour soumoudakom salafan!

Nouks® says: (6:49:15 PM)
shoukwan!

Bored says: (6:50:24 PM)
i'm publishing this conversation on the blog

Bored says: (6:50:27 PM)
it's hillarious

Nouks® says: (6:50:48 PM)
eh publish! toz! man sayahtamm ba3da an afta7!!

Nouks® says: (6:50:59 PM)
khido! ana b2arrir lamma baddi ifta7!

Nouks® says: (6:51:10 PM)
w ana qawwwaawto an afta7...

Nouks® says: (6:51:10 PM)
yalla!

Nouks® says: (6:51:10 PM)
intashirou!!!

Nouks® says: (6:51:21 PM)
bye!

Bored says: (6:51:35 PM)
allah wil rasoul wil imam ma3ik

Friday, August 04, 2006

يوميّات النيل

٤ اغسطس ٢٠٠٦

قام شيخ الأزهر يأُم المسلمين لصلاة الفجر بينما تمطر السماء ضاحية بيروت بصواريخ النبي داوود، إشتراها من النبي بوش، لينتقم من الإمام علي.
أُفكر بندين. قد تكون في الرملة البيضاء عند عبير، قريبة من الجناح والأوزاعي. لم تنام الليلة. لكنّها قد تكون في بحمدون، غارقة في سبات عميق. لن أوقضها.

يغطّي سماء القاهرة سحباً كثيفاً يخفي أبنيتها وسمائها وراء بطّانية رماديّة مائلة إلى البرتقال عند بزوغ الشمس. هدوء غريب على كورنيش النيل أختبره للمرّة الأولى منذ يوم الوصول. وأستعيد صور كورنيش المنارة في الخامسة صباحاً وصيّادي الأسماك مصطفّون على طوله مع صنّارات ملوّنة: صفراء وخضراء وحمراء ألوان الطفولة. يغيب عن الصورة هواة الرياضة الصباحيّة، فلا يبدو أن هواء القاهرة يصحّ للرياضة.

آخذ تاكسي إلى الحسين. ٢٥ جنيه. أنزل منه وآخذ آخر بعشرة. شوارع القاهرة خالية تماماً من السكّان والمارّة والسيّارات والسوّاح... وكأنهم هاجروا خوفاً من القصف، وكأنني لم أرحل وصمدت وحدي في المدينة. تلوّح الشمس جدران الأبنية الصفراء، أبنية من الخمسينيّات... على ملامحها عراقة أرسطقراطيّة قديمة، هُزمت وشاخت ولطّخها هواء القاهرة. ولكن مع خيوط أنوار الشمس الأولى، ومع هدوء المصريّين، تستريح من الضوضاء فتستعيد شبابها وتعود إليها أيّام الصبا، "أيّام العزّ" كما نسمّيها في لبنان.

في الحسين، يخرج المؤمنون من المسجد. مآذن الأزهر جميلة في الصباح. أصحاب المقاهي يقفلون أبوابهم وينظفون الطاولات. عمّال التنظيف في زيّهم الزهيد، يكنّسون الطرقات من قمامة وقذارة السيّاح وأهل البلد، ومع غياب اللونين على حد سواء، لن تكون هذه الشوارع أنظف من الآن.

أنا السائح الوحيد وفي هذا الوقت لا أحد يأبه. لن يناديني أحد ل"آخذ فكرة" ولن ينده أحد بالإنكليزية: "هاو آر يووووو"، ولن يطلب منّي طفلاً أن أصوره، ولن يعرض علي أي من البائعين مزماراً أو كأس شاي أو تحفة... فأنا هنا الآن مراقِب غير مرئي، طائرة تجسس، أراقب الصباح، حين تنام مصر. أتمتّع بحصانة الفجر من التحرّش والكثرة الكلام، لأنصرف إلى التفرج على الحيطان والقناطر وزخرفات المآذن.
يخرج الشيوخ من جامع الحسين في جلّابياتهم ولحاهم، ليرسموا لوحة مستشرق تعلو فيها المآذن، تزخرفها خطوط إسلاميّة وسماء رماديّة وألوان دافئة تشكّل إطارا لا يتّسع سوى لشيخ ملتحي في جلّابية وعمامة رماديّتين.

ندين في الرملة البيضاء ولم تنم الليلة. لن تذهب إلى الجبل لأسباب شرحتها ولم أفهمها.

نصر الله يتوعد بقصف تل أبيب إذا قصفت بيروت، ويبدو أن ملحمة نصرالله المتنبّي لت تنتهي قبل أن تقطع كافة طرقات العودة إلى بيروت.
والليلة لن أنام

Thursday, August 03, 2006

عن أحمد حلمى المحامى

   تعليقا على تصريحات للرئيس مبارك حول الحرب المشتعلة في لبنان قال فيها
بالحرف *"دي خسارة كبيرة .. خسارة لإسرائيل .. وخسارة للبتاع ده"    *

*كتب أحمد حلمي المحامي يقول : *

*ت* وقف المحللون السياسيون كثيرا أمام هذا التصريح الخطير للسيد الرئيس والذي
يعكس مدى الأزمة التي تعيشها المنطقة العربية والشرق الأوسط .. وإن كان
المحللون السياسيون اختلفوا حول تفسير المقصود من "البتاع ده" .. فقد ذهب البعض
إلى أنه يقصد "فلسطين" بينما ذهب آخرون إلى أنه يقصد "لبنان" .. وآخرون قالوا
إنه يقصد "حزب الله" وأكد البعض أنه يقصد "المنطقة العربية" في حين استقرت
الغالبية الغالبية على أنه يقصد "حاجة قلة أدب.."

وليس من المستغرب أن يتذكر السيد الرئيس جيدا اسم إسرائيل بينما يغيب عن ذهنه
اسم لبنان أو حزب الله فيستعيض عنهم بكلمة "البتاع ده" وهذا أمر طبيعي طبقا
لسياسة سيادته.

إلا أن ما يهمنا بالطبع في تصريح سيادته هو ما يعكسه من مواقف سياسية وتاريخية
.. في توقت تمر فيه الأمة بلخ\حظات فاصلة .. فقد جاء التصريح كما عودنا دائما
طوال الخمسة والعشرين عاما الماضية ليس له معنى ولا لون ولا طعم .. مجرد أي
كلام مع مزيد من التشويح باليد لإظهار مدى التأثر وصعوبة الموقف وصعوبة اتخاذ
القرار علما بأن سيادته لم ولن يتخذ قرارا طوال حياته ولا حتى بعد مماته.

استمعت إلى تصريحات سياسية على مر حياتي من كل لون وطيف من زعماء ومن رؤساء ومن
غير ذلك .. من مثقفين وغير مثقفين .. في مؤتمرات وندوات ومظاهرات .. في إعلام
وصحافة وفضائيات .. لكنني لم أسمع في حياتي تصريح سياسي ينتهي بكلمة "البتاع
ده.."

فكلمات الرؤساء وتصريحاتهم منها ما يصبح ملازم لقائلها تاريخيا فمثلا عبد
الناصر دائما ما تتذكر معه العبارة الشهير "تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس
شركة مساهمة مصرية"... والسادات تتذكر معه عبارة "سوف أذهب إلى آخر العالم ..
إلى بيتهم . إلى الكنيسيت ذاته" فهل تعتقد أننا سوف نتذكر مع حسني مبارك
العبارة الشهيرة "دي خسارة للبتاع ده.." ؟؟

كان الله في عون مصر .. وشعب مصر .. والبتاع ده !!!!

وغطيني وصوتي يا أمه !!!!

* * * * * * * * *

وفي رسالة أخرى

* * * * * * * * *

أثار تصريح السيد الرئيس حول البتاع ده ردود أفعال متباينة بين قادة العالم :
- ففى مدافن رام الله صرح المرحوم ياسر عرفات قائلا : يا بتاع ما يهزك ريح ..
هذا شعب المقهورين - بينما علق محمود عباس أبو مازن قائلا : لا يحق لمصر التدخل
فى البتاع الفلسطينى - وعلق جاك شيراك قائلا : إن عدوان اسرائيل على لبنان يعرض
عملية البتاع للخطر . - بينما صرح العاهل الأردنى بأن حزب الله يتحمل نتيجة
البتاع الدائر فى المنطقة العربية - عمرو موسى الأمين العام لجامعة البتاع
العربية صرح قائلا : أن الحديث عن البتاع مجرد أوهام .. فالبتاع مات ودفن منذ
زمن - رئيس الوزراء الصهيونى أولمرت صرح قائلا : وقف اطلاق النار معلق على نزع
البتاع ده بتاع حزب الله . - بينما جورج بوش صرح قائلا : لابد من محاسبة سوريا
على البتاع ده - وزير خارجية الإمارات قال : لسنا مستعدين للحرب الآن .. ولا
تحملوا البتاع ده اكثر مما يحتمل - الأخ العقيد معمر القذافى قال : اعلان قيام
دولة اسراطين سوف ينهى مشكلة البتاع ده  . - متحدث باسم حزب الله صرح قائلا :
اذا لم تتوقف اسرائيل .. سوف نقصف حيفا بالبتاع ده . - كوندليزا رايس وزيرة
الخارجية الامريكية قالت : أن سوريا وايران يمدنا حزب الله بالبتاع ده . - مصدر
سعودى حمل البتاع ده مسئولية ما جرى وقال : هذه مغامرات يتحمل نتيجتها شعوب
البتاع ده ومازالت ردود الفعل تتوالى .... وكما قال أحمد فؤاد نجم فى قصيدة
البتاع : يبقى البتاع فى البتاع                والناس صايبها الذهول وإن حد
قال ده بتاع                  يقولوا .. مش معقول

 *أحمد حلمى *

* المحامى*

Wednesday, August 02, 2006

بيان تاسيس حزب الوحدة العربية - فادي

يا جماهير شعبنا العظيم
يا جحافل عالمنا العربي

نزّف اليكم اليوم في الأول من اغسطس 2006 تأسيس حزب سوف يغيّر معالم الخارطة السياسية في العالم العربي: حزبي انا وحدي: انا رئيساً، انا عضواً مؤسساً، انا لجنة وطنية وثقافية واقتصادية وسياسية وامنية، انا امين سر وامين عام وكبير السن، انا مسؤول الامن، رئيس الكشاف الحزبي، حتى المعارضة الداخلية انا. هذا الحزب هو حزب الوحدة العربية!

مبادىء حزبي انا وحدي
1- ممنوع انضمام احد غيري الى الحزب وذلك حفاظاً على النظام وانطلاقاً من مبدأ الوحدة.
2- حزب الوحدة العربية ليس له علاقة بمشاريع توحيد العالم العربي اذ هو ينطلق من معتقد، بل واقع ان العالم العربي موحّد.
3- يقوم الحزب على مبدأ المطالبة والعمل على ترك العالم العربي لوحده، يعني كما يقول جعيص بليص: "حلّو عنّي" leave me alone.
4- يستهدف الحزب قاعدة جماهيرية سخيفة من المثقفين الجدد والجدب وهويطمح الى اضطهادهم وتعذيبهم نفسياّ وجسدياً ان امكن، وذلك دون تشويه صورة الحزب.

مطامح ومطامع حزبي انا
1- الابقاء على عضويتي وحيداً في الحزب
2- تشجيع المعارضة الداخلية في حزبي بحيث يقع الانقسام في الحزب الواحد واصبح رئيس حزبين وليس حزب واحد فقط. وهكذا انشىء تكتل حزبي متحالفاً مع نفسي ضد نفسي واترشح على النيابة في الدائرة الثانية في قضاء البترون - النبي شيت - طريق الجديدة - سوق عفيف الطيبة.
3- القضاء على حزب السلام بشخص مؤسسه كارلوس اده صاحب اده ساندز.

الفكر الحزبي
يتحرر حزبي انا من جميع المعتقدات والموروثات العقائدية والثقافية التي ترسبّت الى رؤوسنا بفعل اكتشلف غوتنبرغ (لعنه الله) لفن الطباعة بالاضافة الى حركة الترجمة في العصر الذهبي من الاسلام. ويعود الحزب بتفكيره الى عصر الجاهلية الاول مرتكزاً على التنظيم القبلي كاطار اجتماعي لتبلور المجتمع العربي الصحيح.

ومن هذا المنطلق سوف يعيد حزبي انا، بشخصي انا، اعادة كتابة وصياغة التاريخ بهدف تحديد تحديد مستقبلي انا شخصياً وذلك من منطلق تفكير جاهلي محض لا يعرف سوى الشعر ومعارك داعس والغبراء.

بهذا نزف اليكم يا جماهير العرب تأسيس حزب الوحدة العربية، حزبُ اوحدٌ وحيدٌ مستوحدٌ وطُن طُن طَطُن وذلك على وزن البحر الميّت وفي قالب من اللت والعجن لا يضاهيه جودةً سوى عجين افران الناصرة!

عاش حزبي انا!
حزب الوحدة العربية!

يا ايها
يا انتم
يا انا