Monday, May 29, 2006

مَديح الظُلْ العَالي لمحمود درويش

بيروت / أمس ِ / الآنَ / بعدَ غدٍ:
نشيدٌ للخريفِ
صَُوَرٌ لما بعد النهارْ
وظلالُ امرأةٍ غريبهْ.

وطني حقيبهْ
وحقيبتي وطني
ولكن... لا رصيفَ،
ولا جدارْ.

لا ارضَ تحتي كي أموتَ كما أشاءُ،
ولا سماءْ
حولي
لاثقبَها وأدخل في خيام الأنبياءْ.

ظهري الى الحائطْ
الحائطِ / الساقطْ!

وطني حقيبهْ
وحقيبتي وَطَنُ الغَجَرْ
شعبٌ يُخَيِّم في الأغاني والدخانْ
شعبٌ يُفَتِّشُ عن مكانْ
بين الشظايا والمطرْ.

وجهي على الزهرهْ
الزهرة / الجمرهْ

وطني حقيبهْ
في الليل افرشها سريرا
وانامُ فيها،
اخدعُ الفتياتِ فيها
ادفن الاحباب فيها
ارتضيها لي مصيرا
واموتُ فيها.

كَفِّي على النجمهْ
النجمةِ / الخيمهْ
وطني حقيبهْ
من جلدِ احبابي
واندلسَ القريبهْ
وطني على كتفي
بقايا الارضِ في جسدِ العروبَهْ.

قلبي على الصخرهْ
الصخرةِ / الحرَّهْ.

■ ■ ■

يا أهلَ لبنانَ... الوداعا
شكراً لكُلَّ شجيرةٍ حَمَلَتْ دمي
لتضيءَ للفقراءِ عيدَ الخبزِ،
او لتضيء للمحتلِ وجهي كي يرى وجهي
ويرتديَ الخداعا.

شكراً لكُلِّ سحابةٍ غَطَّتْ يديَّ
وَبَلَّلَتْ شفتيَّ،
حتى اعطت الأعداء باباً... او قناعا.

شكراً لكُلِّ مُسَدَّسٍ غطَّى رحيلي
بالأرُزِّ وبالزهور،
وكان يبكي او يزغرد ما استطاعا.
يا دمعةً هي ما تبقّى من بلادٍ
اسندُ الذكرى عليها... والشُّعاعا
يا أهلَ لبنانَ الوداعا!

اليوم اكملتُ الرسالةَ فانشروني، ان اردتم، في القبائلِ توبةً
او ذكرياتٍ
او شراعا.
اليومَ أكملتُ الرسالةَ فِيكُمُ
فلتطفئوا لهبي، اذا شئتم، عن الدنيا،
وان شئتمْ فزيدوهُ اندلاعا
أنا لي، كما شاءتْ خطايَ
حملتُ روحي فوق اياديكم فراشاتٍ،
وجسمي نرجساً فيكمْ،
وموتايَ اندفاعا
يا أََهْلَ لبنانَ... الوداعا.

هذا دمي، يا أهْلَ لبنان، ارسموهْ
قمراً على ليلِ العَرَبْ.
هذا دمي – دمُكم خذوه ووزّعوهْ
شجراً على رمل العربْ.
هذا رحيلي على نوافذكم وعن قلبي انحتوهْ
حجراً على قبرِ العربْ
هذا بكاء رصاصنا، هذا يتيم زواجنا، فلترفعوهْ
سهراً على عُرس العربْ.
هذا نشيجي. مزِّقُوه وبعثروهْ
مطراً على أرضِ العربْ.
هذا خروج اصابعي من كفِّكمْ
هذا فطام قصيدتي، فَلْتكتبوهْ
وتراً على طَرَب العربْ.
هذا غبار طريقنا، فلترفعوهْ
لهمو حصوناً، او قلاعاً، او ذراعا.
يا أهْلَ لبنانَ الوداعا.

سيجيئكم مَطَرٌ
ويغسلُ ما تركتُ على شوارعكم من الكلماتِ،
يطردُ ما تركتُ على نوافذكم من الشهواتِ.
يمحو ما لَمَسْتُ من الصَّنوبرِ في جبالِكُمُ
وينسيكمْ فتىً كسرَ الهواءَ على موائدكم قليلاً،
أو اضاع يديهِ في ايديكم سَنَةً، وضاعا.
يا أهْلَ لبنانَ... الوداعا.

حدَّقتُ في كَفِّي
لأُبصرَ ما وراء البحرِ –
تلك وسيلتي لتَبَصُّرِ الاشياءِ –
بحرٌ، ثم بحرٌ، ثم بحرٌ
مَنْ رآني
عَدَّ أكفاني
وغطي جرحكم كي يشتري جبلاً
ويبتاعَ الصراعا.
يا أهْلَ لبنانَ.. الوداعا.
لا جوعَ في روحي،
اكلتُ من الرغيف الفذِّ ما يكفي المسيرَ الى نهايات الجهات.
عشاؤكم ليس الاخيرَ
وليس فينا من تراجَعَ، أو تتابعَ، او تداعى.
يا أهْلَ لبنان... الوداعا.

جَسَدانِ في تابوتِ هذا الشرق نحنُ
يزوِّدان المزوَدَ المنسيَّ بالصرخاتِ،
نحن يشارة الميلادِ نحنُ
وصورتانِ لخطوةٍ قد حاولتْ
قد حاولتْ
قد حاولتْ
أنْ تَهْديَ الشرقَ المَشَاعا.
يا أهْلَ لبنانَ... الوداعا.

8 comments:

Anonymous said...

Beyrouth n'est pas une femme.
Beyrouth n'est pas un mythe.
Beyrouth est simplement une ville polluée et bruyante.

Tu peux comprendre ça,
Fadi Chaker exilé du désert?
Ou bien est-ce trop dur à accepter?

koukou

Anonymous said...

Riyad est une vile polluée et bruyante; Beyrouth est une top model si on veut comparer ya albi!

Anonymous said...

looks like koukou is going koukou

Anonymous said...

i salute you for posting this wonderful poem.
and in this occasion, i would like to address this homosexual koukou who thinks that our country is ugly. you are a disgrace to humanity. go die!

Anonymous said...

By the way, Black Phantom, you have to cool down.

Anonymous said...

noone tells a black phantom to cool down faggot fadi chaker

Anonymous said...

who is this homophobic black phantom?

why does he keep on calling people faggots and homosexuals?

he reaaaaaaaaaaaaly needs to cool down!

Anonymous said...

hahahaha
the thing is going out of control
khallouna ndob ghassiletna 3an il blog w ninchiroun bass bil mailet