Friday, August 04, 2006

يوميّات النيل

٤ اغسطس ٢٠٠٦

قام شيخ الأزهر يأُم المسلمين لصلاة الفجر بينما تمطر السماء ضاحية بيروت بصواريخ النبي داوود، إشتراها من النبي بوش، لينتقم من الإمام علي.
أُفكر بندين. قد تكون في الرملة البيضاء عند عبير، قريبة من الجناح والأوزاعي. لم تنام الليلة. لكنّها قد تكون في بحمدون، غارقة في سبات عميق. لن أوقضها.

يغطّي سماء القاهرة سحباً كثيفاً يخفي أبنيتها وسمائها وراء بطّانية رماديّة مائلة إلى البرتقال عند بزوغ الشمس. هدوء غريب على كورنيش النيل أختبره للمرّة الأولى منذ يوم الوصول. وأستعيد صور كورنيش المنارة في الخامسة صباحاً وصيّادي الأسماك مصطفّون على طوله مع صنّارات ملوّنة: صفراء وخضراء وحمراء ألوان الطفولة. يغيب عن الصورة هواة الرياضة الصباحيّة، فلا يبدو أن هواء القاهرة يصحّ للرياضة.

آخذ تاكسي إلى الحسين. ٢٥ جنيه. أنزل منه وآخذ آخر بعشرة. شوارع القاهرة خالية تماماً من السكّان والمارّة والسيّارات والسوّاح... وكأنهم هاجروا خوفاً من القصف، وكأنني لم أرحل وصمدت وحدي في المدينة. تلوّح الشمس جدران الأبنية الصفراء، أبنية من الخمسينيّات... على ملامحها عراقة أرسطقراطيّة قديمة، هُزمت وشاخت ولطّخها هواء القاهرة. ولكن مع خيوط أنوار الشمس الأولى، ومع هدوء المصريّين، تستريح من الضوضاء فتستعيد شبابها وتعود إليها أيّام الصبا، "أيّام العزّ" كما نسمّيها في لبنان.

في الحسين، يخرج المؤمنون من المسجد. مآذن الأزهر جميلة في الصباح. أصحاب المقاهي يقفلون أبوابهم وينظفون الطاولات. عمّال التنظيف في زيّهم الزهيد، يكنّسون الطرقات من قمامة وقذارة السيّاح وأهل البلد، ومع غياب اللونين على حد سواء، لن تكون هذه الشوارع أنظف من الآن.

أنا السائح الوحيد وفي هذا الوقت لا أحد يأبه. لن يناديني أحد ل"آخذ فكرة" ولن ينده أحد بالإنكليزية: "هاو آر يووووو"، ولن يطلب منّي طفلاً أن أصوره، ولن يعرض علي أي من البائعين مزماراً أو كأس شاي أو تحفة... فأنا هنا الآن مراقِب غير مرئي، طائرة تجسس، أراقب الصباح، حين تنام مصر. أتمتّع بحصانة الفجر من التحرّش والكثرة الكلام، لأنصرف إلى التفرج على الحيطان والقناطر وزخرفات المآذن.
يخرج الشيوخ من جامع الحسين في جلّابياتهم ولحاهم، ليرسموا لوحة مستشرق تعلو فيها المآذن، تزخرفها خطوط إسلاميّة وسماء رماديّة وألوان دافئة تشكّل إطارا لا يتّسع سوى لشيخ ملتحي في جلّابية وعمامة رماديّتين.

ندين في الرملة البيضاء ولم تنم الليلة. لن تذهب إلى الجبل لأسباب شرحتها ولم أفهمها.

نصر الله يتوعد بقصف تل أبيب إذا قصفت بيروت، ويبدو أن ملحمة نصرالله المتنبّي لت تنتهي قبل أن تقطع كافة طرقات العودة إلى بيروت.
والليلة لن أنام

5 comments:

m said...

kifak dude.
i dont understand a word....
but i still keep on checking on your blogs...
and on you. hope u and your people are fine.
peace, mathias

Josette ZOoz Khalil said...

hey rooji.
i think u should try to sleep. for all of us. coz we r gettin visited by the bogeyman each and every night. our bogeyman is state-of-the-art. it has an engine and we her it humming all night long. it actually has two spirits one that hums like a fan and keeps us alert, and the other that sounds like a truck passing right over you, letting you know it's gonna crush you (or beirut) and scares the hell out of you.

ma2, wish u could read this and understand it, it's gr8 creative writing :D

keep it up rooj

Anonymous said...

Antoine it has come to my attention that the Israeli army is attacking our blogs and I have witnessed these attacks on some of the blogs that are linked to our blog. But I am disapointed that the enemy has not come knocking on our door! I think you have to do something about this, or else I will take action.

Anonymous said...

Antoine I know to entrap the enemy. Take the inactive blogs off the links (like Nadine's as she's sufficiently active under the bombs) and put some virulent blogs as links and we'll get things going on this front!

bored said...

3abbes,
start a blog and send me the link.

do whatever you want on that front.

walla, you are going to remain a useless bum sending me stuff so i can post them on my blog???

hiz tizak.