يوميّات النيل

٢٧ يوليو ٢٠٠٦

إشتقت لبيروت... إشتقت للشوارع الضيّقة ومخاتفات السير.

في غرفتي، في فندق كونراد على ضفاف النيل سرير وكرسي وكنباية. وثلّاجة فيها عصير وقارورات ماء وبيرة، لكنني لن أشرب منها. وجهاز التحكّم عن بعد أو الريموت في علبة جلديّة.

دخلت غرفتي الساعة الثانية صباحاً وكانت قنات الجزيرة تنقل خبراً عن شريطٍ مصوّر يدعو فيه الظواهري المجاهدين لمقاومة "الغزات الصليبيين" ردّاً على الإعتداء على فلسطين ولبنان. التلفزيون دائما مثبت على قناة الجزيرة والريموت دائماً في علبته الجلديّة. يسكته خدمة الغرف كل يوم صباحاً وأضيئه كت يوم بعدما أعود من الشغل.

أقرأ شريط الأنباء في أسفل الشاشة. ما في شي جديد. راوح مكانك. الإتحاد الأوروبي يطالب بوقف إطلاق النار ورايس ترفض. فلان يدعو لنصرة المقاومة وفليتان يدعو حزب الله ليسلم سلاحه. عدد القتلى في لبنان وصل إلى ٦٠٠ مواطن أعزل. عدد النازحين من جنوب لبنان وصل إلى ٧٠٠ ألف. نجاد يهدد ويتوعّد. مقتل ٣١ عراقياً في بغداد، مقبرة جماعية في كربلاء، خبر عن الصومال وينتهي الشريط ب"للإطلاع على الحكم الصادر على تيسير علّوني... للتضامن مع سامي الحاج مصور الجزيرة المعتقل في غوانتنمو.."