Monday, July 31, 2006

يوميّات النيل

٣٠ يوليو ٢٠٠٦

الحضارة الغربيّة: حضارة ميكلأنجلو، ونيتشي، وفان غوغ، وبيكاسو، وميرو، وماركس، والبيتلز، وموزار... ولكنّها أيضاً حضارت الهولوكوست، والحروب الصليبيّة، وحرب فيتنام، و١١ سبتمبر تشيلي، وكارثة هيروشيما، ووعد بلفور، والإنتداب، والإستعمار، وإبادة سكّان أميركا الأصليّين وإبادة طائر الدودو، وإستعباد سكّان أفريقيا ومجزرة قانا عام ١٩٩٦

واليوم أضافت "الحضارة" الغربّية على رصيدها قانا جديدة. مبروك

فقد قرأت اليوم الكلمة الأخيرة في ديوان الحضارة فإستنفذته، وفتحت سفر الحثالة. حثالة العالم. كمان مبروك

ففي غرفتي، وما زالت في أوتيل الكونراد على ضفاف النيل، تكلّمت شاشة الجزيرة لساعات. رايس صرّحت، وأولمرت طنّش، وشيراك إستنكر، وبوش تفركش ولحّود سبح، والسنيورة كبر وشاب وأصبح الشيخ الحكيم.

لم يسقطو أشلاء. دُفنو تحت الأنقاض.

يحمل رجل طفلة غطتها الغبائر وكسرت عضامها الرقيقة حيطان بيتها. بكى بيتها عليهاك بكى كما تبكي ملاك على قلب أخذه الشيطان. بكى بيتها ولم يبكي أباها، فخجلت دموعه من الفاجعة واختبأت وراء عينيه. إختبأت وجفّت وجفّت... وتحوّل الحزن إلى حقد كما يتحوّل الماء إلى غيوم. ويسألون... لماذا يكرهنا العرب؟

يسألون ويتسائلون لأنهم أطفال أنابيب لم يختبرو المخاض ولا معجزة الولادة.
يسألون لأنهم مضللون وأغبياء.

لم يتعرّض رجلاً أبيض غربي في يومٍ من الأيام لسياسة تفرقة عنصريّة؟ أو ربما واحد أضل طريقه في هارليم.

لكن سكان أميركا الأصليين تعرّضو للإبادة، وشعب أفريقيا للرقّ، والعرب لإسرائيل، وشعب الشرق الأوسط للصليبيين، والعالم بأجمعه للإستعمار والإنتداب، واليابان للتجارب النوويّة، وأفكر أن شعوب العالم متسامحة وقلبها كبير لأنها لا تكره الغرب بشكل كافي.

2 comments:

Anonymous said...

يا عزيزي
ما كتبته رائع وويعبر إلى حد كبير عن واقع أجدت صياغته في أسطر نابضة بتاريخ أسود ولكن...
أتحفظ على بعض منه ليس بداعي الرقي أو النتماء لأيدولوجيات بالية أو بروبغندات لم تعد تنطلي على أحد ولكن لكوني متيم بإنسانيتي ورافض لمبدأ صراع الحضارات، عل صراع البهائم كان فبلا وما زال إلا أنني لا أستطيع أن أهاجم قوما بأكمله أو حضارة برمتها علني أجر بذلك إلى حفر قبري بيدي...
هذا هو الهدف المنشود من كل هذه الحروب، تكريس هذه الصراعات على أنها صراعات حضارية وزرع المزيد من الأحقاد التي لا تلبي إلا حاجات ومصالح حكام هذا العالم وتلك هي شركات أسلحة وإعلام ولوبيات و...
ثم أنني لا يمكنني تجاهل الكم الهائل- وإن ليس فاعلا على أكمل وجه- من أبناء تلك الحضارات والذين يعملون يوميا في سبيل فضح هذه الممارسات وتقبيح صورة فاعليها
من جديد أرجو أن تدرك تماما أن ما كتبته أعجبني كثيرا على الرغم من بعض التحفظ كما ان ترميز الحضارات في مخيلتك الروائية غير شكل يا عزيزي
على أمل القضاء على قليل من مللك وضجرك وجرك إلى مزيد من حكش الدماغ
رفيقك
مازن

bored said...

ما في منّك يا بو قزّي